هل فقدت شركات الإطارات الكبرى بريقها؟ في تقرير أوردته reuters منذ فترة , أعلنت مجموعة ميشلان الفرنسية عن انخفاض عدد الإطارات المباعة بنسبة 7.3% في الربع الأول من عام 2025 يأتي هذا بعد تراجع سابق بلغ 5.1% في عام 2024.
وعلى الرغم من استقرار وارتفاع قيمة المبيعات المالية (نتيحة لرفع أسعار الإطارات) إلا أن هذا المؤشر يدق ناقوس الخطر لأنه يعكس فقدان حصص حقيقية من سوق الإطارات.
ميشلان لم تكن وحدها التي عانت أو تعاني من الحرب الدائرة بين كبريات شركات الإطارات وبين صُناع الإطارات الإقتصادية, فبريدجستون انخفضت مبيعاتها بشكل طفيف (0.6%) في الربع الأول من 2025 وانخفض صافي الربح بنسبة 12.6%.
وعلى الرغم من بقاء تلك العلامات التجارية وغيرها على عرش الشهرة والجودة إلا أن هناك نزيف مستمر في حجم المبيعات لصالح لاعبين جدد كانوا حتى وقت قريب لا يمثلون أي خطورة على حصصهم السوقية.
ففي سوق مثل السوق البريطاني الذي يعتب أحد أكبر الأسواق الأوروبية قفزت حصة الإطارات الإقتصادية في قطاع سيارات 4X4 و SUV إلى 25% خلال عامين فقط!
وفي سوق الإطارات البديلة (لكل أنواع السيارات وليس SUV فقط) أصبحت الإطارات الإقتصادية تمثل حوالي 43% من إجمالي مبيعات الإطارات مقابل 34% للعلامات التجارية الأشهر و 19% للفئات المتوسطة.

أعلنت مجموعة ميشلان الفرنسية عن انخفاض عدد الإطارات المباعة بنسبة 7.3% في الربع الأول من عام 2025 يأتي هذا بعد تراجع سابق بلغ 5.1% في عام 2024.
السؤال الآن لماذا تخسر شركات الإطارات الكبرى أمام اشركات الإطارات المتوسطة أو الإقتصادية؟
العامل المادي
بلا شك يؤثر التضخم وانخفاض القوة الشرائية على قرارات المستهلكين , فأصبح السعر هو العامل الحاسم في عملية الشراء.
عندما يرى المستهلك أن قيمة أربع إطارات من الفئة الممتازة تزيد أربع أو ثلاث مرات عن قيمة أربع إطارات من الفئة الإقتصادية فالغالب أنه سيتجه مباشرة إلى الأرخص ثمنًا.فالفجوة القائمة بين السعر والقيمة أصبحت غير مبررة من وجهة نظر المستهلك.
ارتفاع جودة الإطارات الصينية أمام شركات الإطارات الكبرى
قديمًا كان الرهان على ضَعف جودة الإطارات مقبولًا ومستخدم بكثرة عند المقارنة بين العلامات التجارية الشهيرة والإقتصادية , وكان المستهلك يميل بشكل أو بآخر لصحة هذا الأمر.
الآن , اختلف الأمر تمامًا, فمصانع الإطارات الصينية مثل (ZC RUBBER – SAILUN) لم تعد تنتج إطارات رخيصة فحسب بل إطارات تلبي معايير الجودة الأوروبية ومعايير دول الخليج وفي مقدمتهم معايير الجودة الخاصة بالمملكة العربية السعودية SASO.
الأمر لم يتوقف عند الإطارات فحسب فالأرقام التقديرية توضح أن السيارات الصينية استحوذت على حوالي 15-16% من مبيعات السيارات الجديدة داخل السعودية لعام 2024 وأغلبها إن لم يكن كلها تأتي عليها إطارات صينية المنشأ كـ OE مما يساهم في زيادة قبول المستهلك للعلامات الصينية.
المنافسة الذكية بين شركات الإطارات
المشكلة التي قد تواجه أقسام التسويق والمبيعات في شركات الفئات الممتازة أو يُسمى Tier 1 هي أن رسالتهم التقليدية (السلامة – الآداء …إلخ) لم تعد كافية لوحدها لتبرير فارق السعر الكبير.
فالعلامات التجارية الصينية مثلًا لا تسوق نفسها على أنها أفضل إطار في العالم بل تتحدث عن نفسها بذكاء على أنها أفضل قيمة مقابل ما تدفعه خاصة عند الحديث عن الجنوط الصغيرة مثل جنط 14 وحتى 16 بوصة.
القيمة الغير مرئية التي تقدمها شركات الإطارات
تنفق شركات الإطارت مئات الملايين سنويًا على أقسام الأبحاث والتطوير أو ما يُعرف بـ R&D ولعل تلك الأقسام هي ما يميز إطارات العلامات الشهيرة عن العلامات المغمورة.
أعلنت ميشلان أنها خصصت 1.2 مليار يورو لدعم خطط تشمل تطوير خلطات السيليكا والبوليمرات التي تجمع بين الثبات العالي، العمر الطويل، وخفض استهلاك الوقود في الوقت نفسه.
على الرغم من أهمية الأبحاث وتطوير الإطارات إلا أنها تظل قيمة غير مرئية للعميل, فالمستهلك لا يرى إلا قطعة مطاط سوداء دائرية تتشابه دعستها بين مختلف الماركات والعلامات التجارية وكله زي بعضه!
في الختام العلامات التجارية الكبرى لن تختفي لكن لو ظل الأمر هكذا ستتحول إلى منتج خاص بفئات محددة أما الحصة الأكبر فستكون من نصيب من يقدم قيمة مقابل سعر يناسب المستهلك.
وتبقى النصيحة الذهبية , لا تشتري إطارًا فقط لأن سعره رخيص , استثمر في سلامتك.